سحر التهييج والمحبة

سحر التهييج والمحبة

سحر التهييج والمحبة (التِّوَلَة)

( أعراضه – كيف يحدث؟ – الآثار العكسية – أسبابه )

يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ الرُّقى والتمائم والتِّوَلَة شِرْك)) [1].

يقول ابن الأثير:

التِّوَلَة بكسر التاء وفتح الواو: ما يحبِّبُ المرأةَ إلى زوجها من السِّحر وغيره، وجعْله من الشرك؛ لاعتقادهم أن ذلك يؤثر ويفعل خلاف ما قدَّر الله تعالى. ا هـ[2].

وأُحِب أن أنبه إلى أن الرقية المعنية في الحديث السابق، هي الرقية المحتوية على استعانة بالجن والشياطين، وغير ذلك مما يدخل في الشرك، أما الرقية بالقرآن أو الأدعية والأذكار المشروعة، فهي جائزة بإجماع الفقهاء، وقد ثبت في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا بأس بالرقى ما لم تكن شركًا)) [3].

أعراض سحر التهييج والمحبة:

1- الشغف والمحبة الزائدتان.

2- الرغبة الشديدة في كثرة الجماع.

3- عدم الصبر عنها.

4- التلهف الشديد لرؤيتها.

5- طاعته لها طاعة عمياء.

كيف يحدث سحر التهييج والمحبة؟

كثيرًا ما تحدث الخلافات بين الرجل والمرأة[4]، ولكنها سرعان ما تزول وتعود الحياة إلى مجاريها الطبيعية، ولكن هناك نساء لا يصبرن على ذلك، فيسارعن إلى الذهاب إلى السحرة؛ ليضعوا لهن سحرًا يحببهن إلى أزواجهن؛ وهذا من قلة دين تلك المرأة، أو من جهلها بأن هذا حرام ولا يجوز، فيطلب الساحر منها أثرًا من آثار زوجها “منديلاً – أو قَلَنْسُوَة – أو ثوبًا – أو فنيلة”، بشرط أن تكون حاملة لرائحة عرق الزوج – أي: لا تكون جديدة أو مغسولة – بل تكون مستعملة، ثم يأخذ منها بعض الخيوط، وينفث عليها، ويعقدها، ثم يأمرها أن تدفنها في مكان مهجور، أو أن يصنع لها سحرًا على ماء أو طعام، وأشد ما يكون على نجاسة، وأشد منه ما يكون بدم الحيض، ثم يأمرها بأن تضعه لزوجها في طعامه، أو شرابه، أو في طِيبِه.

الآثار العكسية لسحر التهييج والمحبة:

1- أحيانًا يمرض الزوج بسبب هذا السحر، وقد علمْتُ بأن رجلاً مَرِض 3 سنوات بسبب ذلك.

2- أحيانًا ينقلب السحر بالعكس فيكره زوجته، وهذا ناتج عن جهل كثير من السحرة بأصول السحر.

3- أحيانًا تعمل الزوجة لزوجها سحرًا مزدوجًا، بأن يكره كل النساء، ويحبها وحدها، فيسبب ذلك كراهية الزوج لأمه، وأخواته، وعمَّاته، وخالاته، وجميع ذَوِي رحمه من النساء.

4- أحيانًا ينقلب السحر المزدوج، فيكره الرجل كل النساء حتى زوجته، وقد علمْتُ بحالة من هذا القبيل، حتى إن الزوج كره زوجته، وطلقها، فذهبت الزوجة إلى الساحر مرة أخرى؛ ليفُكَّ لها هذا السحر، ولكنها فوجئت بأن الساحر قد مات، ومن حفر لأخيه حفرة وقع فيها.

أسباب سحر التهييج والمحبة:

1- نشوب الخلافات بين الزوجين.

2- طمع المرأة في مال الزوج، خاصة إن كان غنيًّا.

3- إحساس المرأة بأن زوجها سيتزوج بأخرى – رغم أن هذا جائز شرعًا – ولا غضاضة فيه، ولكن المرأة في هذا الزمان – خاصة المتأثرات بأجهزة الإعلام المدَمِّرة – تظن أن زوجها إذا أقدم على الزواج بأخرى، فهذا دليل على أنه لا يحبها، وهذا خطأ فاحش؛ لأن هناك أسبابًا كثيرة، يمكن أن تدفع الرجل إلى الزواج بثانية، وثالثة، ورابعة، رغم أنه يحب زوجته الأولى، منها مثلاً: رغبته في كثرة الأولاد، أو عدم صبره عن المعاشرة في وقت حيض امرأته ونفاسها، أو رغبته في توطيد علاقته بأسرة مُعَيَّنة، أو غير ذلك من الأمور.

السحر الحلال:

وهذه نصيحة أقدمها للمرأة المسلمة، وهي أنها يُمكِن أن تسحر زوجها بما أحل الله لها بكثرة التزين والتجمل له، فلا تقع عينه منها على قبيح، ولا يشم منها إلا أطيب ريح، وبالابتسامة المشرقة، وبالكلمة الطيبة، وحسن العشرة، والمحافظة على مال الزوج، ورعاية الأطفال، وحسن العناية بهم، وطاعته إلا في معصية الله، ولكن لو نظرنا إلى مجتمعنا اليوم، لوجدنا تناقضًا عجيبًا في هذه الأمور، فنجد المرأة تتزين أحسن زينة، وتلبس ما لديها من حُلِيٍّ، وتخرج كأنها في يوم زفافها، هذا إذا كانت في حفلة، أو زيارة لإحدى صديقاتها، فإذا عادت إلى بيتها غسلت زينتها، وخلعت حُلِيَّها ووضعته مكانه؛ انتظارًا لحفلة أخرى، أو زيارة ثانية، وزوجها المسكين الذي اشترى لها هذه الثياب وتلك الحلي، محرومٌ من التمتع بها، فلا يراها في البيت إلا بالأثواب القديمة، وتفوح منها رائحة الطبخ والبصل والثوم.

ولو عَقَلَت المرأة، لعلِمت أن زوجها أحق بهذه الزينة، وهذا التجمل، فإذا خرج زوجُكِ إلى العمل سارعي بإنهاء عمل البيت، ثم اغتسلي وتزيني وتجملي وانتظريه، فإذا حضر من عمله رأى أمامه زوجة جميلة، وطعامًا معَدًّا، وبيتًا نظيفًا، فيزداد لكِ حبًّا، وبكِ تمسُّكًا، فهذا – لَعَمْرُ اللهِ – هو السحر الحلال، خاصة إذا نَوَتْ بذلك طاعة الله في التجمل للزوج، وإعانته على غض بصره عن الحرام؛ لأن الشبعان لا يشتهي الطعام، ولكن يشتهيه ويتلهف عليه مَنْ حُرِمَ منه، فاعقلي هذه الكلمات؛ فإنها ثمينة.

علاج سحر التهييج والمحبة:

1- تقرأ على المريض الرقية التي ذكرتها آنفًا، غير أنك تحذف منها الآية رقم 102 من سورة البقرة، وتضع مكانها الآيات 14، 15، 16 من سورة التغابن، وهي قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ * إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ * فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [التغابن: 14 – 16].

2- غالبًا لا يُصرَع المسحور بهذا النوع من السحر، وإنما يشعر بتخدير في الأطراف، أو صداع في الرأس، أو ضِيق في الصدر، أو ألم شديد في المعِدَة، خاصة إذا كان قد شرب السحر، وربما تقيأ.

فإن شعر بألم في المعِدَة، أو رغبة في التقيؤ، فاقرأ له هذه الآيات على ماءٍ، ومُرْهُ أن يشرب منها أمامك، فإن تقيأ شيئًا أصفر أو أحمر أو أسود، فقد بطل السحر، والحمد لله، وإلا فمُرْهُ أن يشرب من هذا الماء 3 أسابيع أو أكثر؛ حتى يبطل السحر.

وهذه الآيات هي:

﴿ قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ * وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ ﴾ [يونس: 81، 82].

﴿ وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ * فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ * وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ * قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ * رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ ﴾ [الأعراف: 117، 122].

﴿ إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى ﴾ [طه: 69].

آية الكرسي[5].

تقرأ هذه الآيات على الماء.

مع ملاحظة الإخفاء على المرأة؛ لأنها لو علمت جددت له السحر مرة أخرى.

نموذج عملي لعلاج سحر التهييج والمحبة:

رجل تقوده زوجته.

جاءني هذا الرجل وأخبرني بأنه كان طبيعيًّا مع زوجته، ومنذ أشهر صار غريبًا عجيبًا.

يقول: لا أصبر عن زوجتي لحظة، حتى إنني أكون في العمل وأنا أفكر فيها، مشغول بها، وإذا رجعت من العمل ودخلت البيت بادرتُ بالنظر إليها لأراها، وإذا كنْتُ جالسًا في المجلس مع ضيوفي تركتهم بين الحين والآخر، ودخلْتُ إليها لأراها، أغار عليها غيرة شديدة فوق العادة، أكثرت من معاشرتها، وصارت كأنها تقودني، إذا دخلَتِ المطبخ دخلْتُ خلفها، وإذا دخلت غرفة النوم وراءها، وإذا ذهبت لتكنس البيت وتنظفه وراءها، فما أدري ما الذي حدث لي؟ إذا طلبَتْ مني طلبًا مهما كان، بادرْتُ بتنفيذه.

فقرأْتُ له آيات من كتاب الله – عز وجل – على ماء، وأمرْتُه أن يشرب ويغتسل منه لمدة 3 أسابيع ثم يراجعني دونما تشعر المرأة، وبعد المدة المقررة عاد إليَّ، وقال: الأمر قد خف، ولكن لم ينته تمامًا، فكررت له العلاج، والحمد لله، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

غير مسموح بنسخ أو سحب مقالات هذا الموقع نهائيًا فهو فقط حصري لموقع شيخ روحاني وإلا ستعرض نفسك للمسائلة القانونية وإتخاذ الإجراءات لحفظ حقوقنا.

admin